التاريخ : 2018-04-18
الفرح الحزين بكأس آسيا للسيدات
فوزي حسونة
أفسد المنتخب الفلبيني، فرحة نظيره الأردني، بمناسبة افتتاح واستضافة بطولة كأس آسيا للسيدات لكرة القدم، وذلك عندما فاز على النشميات "2-1"، لتبدد بالتالي الخسارة كثيراً من الطموحات، ولتأتي بهجة الافتتاح أشبه بـ "الفرح الحزين".
الوقت سابق لأوانه لنوجه سهام النقد نحو كثير من الأمور المتعلقة بمسيرة وآلية إعداد المنتخب الأردني للسيدات، لكن الفوز على الفلبين كان مفتاحاً مهماً للتأهل لمونديال فرنسا، والسقوط في بداية المشوار، كان أليماً، وعقّد المهمة التي كانت "سهلة" لو تحقق الفوز على الفلبين.
والسؤال هنا، كيف خسرت النشميات، وهن اللواتي فزن على الفلبين بتصفيات آسيا المؤهلة لهذه البطولة بنتيجة (5-1)، ماذا حدث بالضبط، وكيف انقلبت المقاييس رأسا على عقب؟.
في البداية، وقع من وضع خطة إعداد منتخب النشميات والتي امتدت لنحو عام كامل أمضوها متنقلين بين قارتي أوروبا وآسيا، بخطأ فادح، فخطة الإعداد كان مبالغ فيها إلى درجة لا تصدق، والمبالغة هنا افقدت "الخطة" مفعولها..!.كان الأولى أن تنحصر المدة الزمنية الأطول من فترة الإعداد، بتواجد منتخب النشميات في الأردن، ولعب أكبر عدد من المباريات على ملعبي استاد عمان واستاد الملك عبدالله بالقويسمة، بهدف التأقلم، لكن بسفرهم المتواصل، يبدو أنهم لم يتأقلموا !.وما الفائدة التي جناها المنتخب وهو يخوض لقاءات ودية في أغلبها كانت أمام فرق تمثل الأكاديميات والأندية، لقد كان من باب أولى أن تكون كافة اللقاءات أمام منتخبات رسمية، حتى تتحقق الفائدة الفنية المرجوة.ولم يكن بوسع الإعلام الأردني معاينة قدرات منتخب النشميات وتسليط الضوء على سلبيات مرحلة الإعداد وفوائدها ، فهم مغيبون تماماً عن المعسكرات واللقاءات التي أقيمت في الخارج، فلا أحد كان يعرف ماذا يحدث، بل وماذا يكتب؟.وربما شعرت اللاعبات بالملل، من كثرة السفر، وهنّ غير معتادات على ذلك، وكأن خطة الإعداد الناجحة باتت مرتبطة بالمدة الزمنية، وليس بالنوعية.كما أن التهيئة النفسية للاعبات كانت مفقودة للغاية في مباراة الفلبين، فالجميع ساوره الاعتقاد بأن منتخب النشميات سيكرر فوزه الساحق، لكن المفاجأة كانت غير سارة بالخسارة "1-2"، لأننا استهترنا على ما يبدو بقدرات خصمنا.ولا نعرف، هل انشغل المدير الفني لمنتخب النشميات بالسفر من بلد إلى آخر، وبقي فكره محصوراً فقط بقيادة مباريات المنتخب والإشراف على تدريب اللاعبات، وفاته الدور الأهم المتمثل بتقييم قدرات منافسيه، ومتابعتهم أولاً بأول، ليعرف من أين تؤكل الكتف!.تبقى مواجهتان لمنتخب النشميات أمام تايلاند العنيدة، والصين القوية، ولا نستطيع التوقع حتى كيف ستأتي النتائج، وإن كنا نتمنى من قلوبنا أن يكون النصر حليف منتخبنا الوطني.في القلب غصة وألفُ قصة لنسردها بشأن الاخفاقات المتتالية، فما تشهده كرة القدم الأردنية، يفرض على اتحاد اللعبة إعادة النظر بمنظومته كاملة، فكفانا خططاً ارتجالية، واهداراً للأموال دون ملامسة أية نتائج حقيقية .تلك الاخفاقات المتتالية، تفرض علينا البدء بتطوير الأندية واعطاء المسابقات المحلية حقها الذي تستحق من الاهتمام، وبعدها نفكّر بالانطلاق نحو آفاق بعيدة من الطموحات.. وبحثاً عن فرح "خالٍ الدسم" من الحزن. عدد المشاهدات : [ 8894 ]